تجاهل "​حزب الله​" حتى الان تغريدات الوزير السعودي ​ثامر السبهان​ ضده من خلال وصفه بـ"حزب الشيطان"، وتهديده بأن ​لبنان​ "سيدفع ثمن جرائم الحزب وتدخله في الصراعات الإقليمية، ولم يصدر اي تعليق عن الحزب لا عبر وسائله الاعلاميّة الناطقة باسمه، ولا من نواب ​كتلة الوفاء للمقاومة​، ولا حتى من اي من الأطراف التي تدور في ​الفلك​ السياسي لهذا الحزب، ولا من اي جهة رسمية، سواء كان حكوميا او غيره .

ورأت مصادر وزارية ان عدم صدور أي ردة فعل على كلام السبهان مردّه ان المعنيين بتغريدات المسؤول السعودي، لا يملكون حتى الساعة تفسيرات واضحة لهذا المنحى من قبل ​الحكومة السعودية​، او ملكها وولي عهده، وعما اذا كانت مواقف تعبيرية فقط، ولا تحمل اي ابعاد عملية، بالرغم من معرفة هؤلاء، بانه لا يمكن لأيّ مسؤول سعودي برتبة وزير ان يقول مثل هذا الكلام دون ضوء اخضر من الحكام الفعليين للملكة العربية السعودية.

وتعتقد هذه المصادر ان تطورات الوضع الميداني في ​سوريا​، وما ستؤول اليه هذه الازمة من تعزيز موقف الرئيس السوري ​بشار الاسد​، خاصة في مرحلة المفاوضات السياسية حول مستقبل سوريا، والتي على ما يبدو ستكون لمصلحة النظام، ستكون ابلغ رد على موقف الوزير السعودي من "حزب الله" وتدخله في ​الحرب السورية​، وستبقى تغريدات السبهان في اطار الرد على الانتصارات التي حققها هذا الحزب وكذلك ​الجيش اللبناني​، وتحرير الاراضي اللبنانية والسوريّة من الإرهابيين وفي سياق "الشتائم"، التي لن يكون لها اي اثر على الاوضاع السياسية القائمة حاليا في لبنان، حسب تعبير المصادر.

وذكرت المصادر بأن حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله، اصبح قوة إقليمية يتم التعاطي معه اقليميا ودوليا على هذا الأساس، ومن المستحيل ان تترجم "تغريدات" السبهان داخليا وتؤدي الى إضعاف الحزب سياسيا أو عسكريا، كما ان الانقسام الداخلي حول دور حزب الله والموجود منذ سنوات، تمت معالجته وتحييده في ​الانتخابات الرئاسية​ التي أتت بالعماد ​ميشال عون​ رئيسا للجمهورية وبسعد الحريري رئيسا للحكومة بمشاركة جميع القوى بما فيها المناهضة لـ"حزب الله" .

وقالت المصادر، اذا تبين في الأسابيع او الأشهر القليلة المقبلة ان هناك توجها رسميا لدى المملكة العربية السعودية للإطاحة ب​حكومة الحريري​، عبر مواقف رسمية اكثر وضوحا من كلام السبهان، تدفع بالحريري الى تقديم استقالة حكومته، فإنّ غياب المملكة عن الساحة السياسية اللبنانية سيكون كبيرا للاسباب التالية:

1-لن يكون في استطاعة العربية السعودية التأثير بمجريات تشكيل حكومة جديدة برئاسة زعيم سني مثل سعد الحريري، الذي، لا يزال يراعي مصالح المملكة ضمن الامكانات المتاحة وفي ظل الظروف التي تمر بها البلاد .

2-ان إسقاط هذه الحكومة سيفسح في المجال امام خصوم السعودية السياسيين وبالتحديد حزب الله من تعزيز مواقعهم في كل المجالات ، وتكون النتيجة عكس ما تخطط له الرياض في هذا السياق .

3 ان وجود العماد ميشال عون على رأس الدولة سيكون عاملا حاسما في تدوير الزوايا وتشكيل حكومة برئاسة شخصية سنية غير سعد الحريري، لا سيّما وان خروج ​تيار المستقبل​ من الحكم، كما حصل مع حكومة ​نجيب ميقاتي​، لن يشكل عائقا امام قيام حكومة بديلة لا ترضى بتحريض اللبنانيين ضد بعضهم.

وخلصت المصادر نفسها الى الاعتقاد بأن السعوديين وبناء على هذه المعطيات سيكتفون بتسجيل مواقف إعلامية، كما ان كلام الوزير السبهان لن يكون مدار جدل في مجلس الوزراء، أو في أي سجالات اخرى، وان التفاهم القائم حول بقاء هذه الحكومة لا يزال قويا، بانتظار ما ستحمله الأشهر المقبلة من تطورات في الدول المجاورة، او في النوايا الإسرائيلية حيال لبنان بعد المناورات الضخمة التي تجريها اسرائيل على الحدود اللبنانية.